إيزابيلا، بنتي اللي عندها 5 سنوات، دخلت البيت وهي بتجري في يوم، كانت بتلعب في الخندق القُريّب، هدومها كانت قذرة وجسمها مليان طين، كان المفروض أعاقبها عشان كانت بتلعب في الطين، لكن مفيش وقت، لازم أنضفها وألبسها لبس المدرسة عشان الأوتوبيس لمّا ييجي يلاقيها جاهزة، فجأة ... طلعت من وراها حاجة عظمية وورتهالي وهي بتبتسم ابتسامة لطيفة، قالتلي وهي مُبتسمة: " شوف أنا قابلت مين النهاردة يا بابا، أنا سميته الحلو الصُغيّر "
بُناءً على حجمه وشكله، هقدر أقولكم إن بنتي كانت ماسكة جُمجمة بشرية
حاولت أتماسك، ودا خد مني مجهود مش طبيعي، مسكت منديل وأخدت منها الجُمجمة، حطيتها في كيس بلاستيك، واتصلت بالشُرطة
إيزابيلا محبتش اللي حَصَل
صرخت وعيطت لمُدة ساعة كاملة، دا غير الحُزن والدراما اللي ملوا المكان، مش عارف ليه كُل دا، إيزابيلا طول عُمرها بنت مؤدبة، ورغم إن والدتها ماتت من زمان إلا إن أنا اللي ربيتها لوحدي وكُنت ناجح في دا، لدرجة إن الأهل والأصدقاء كُلهم بيتمنوا لو عندهم بنت زيها، عُمرها ما صرخت زي ما صرخت في اليوم دا، ودا كُله عشان قررت أدي الشُرطة جمجمة بشرية هي لقتها
تصرُف غريب
بعد شوية الشُرطة وصلت، أخدوا مني الجُمجمة وقالولي إنهم هيعملوا عليها تحاليل واختبارات لحَد ما يوصلوا لسبب الموت ويعرفوا هي بتاعة مين، واحد من رجال الشُرطة خدني على جنب وبدأ يقولي إن دا بيحصل على طول، أكتر مما أتخيّل يعني، فمفيش داعي للقلق، ساعات بعض الجُثث بتفضل مُختفية لعقود كاملة
شكرته وطلبت منه يتصل بيّا لمّا يعرف أي معلومات أو لمّا يحتاج حاجة، كُنت خايف بنتي اللي عندها خمس سنين تتأثر نفسيًا لأنها لقت جُزء من جُثة بني آدم قريّب من البيت
.
وديتها المدرسة رغم إننا إتأخرنا ورُحت شُغلي، كُنت متطمن إن المُحققين هيعرفوا كُل حاجة عن الموضوع خلال أيام، أو بالكتير أسابيع
يومها بالليل، وإحنا بنتعشى تحديدًا، إيزابيلا قالت حاجة غريبة، قالت إنها بتتمنى لو إنه يقدَر ياكل معانا، وإنها كانت بتتمنى لو إني مديتهوش للشُرطة، والجُملتين دول كانوا مُخيفتين كفاية بالنسبة لي، عشان كدا قررت أعاقبها، مفيش تليفزيون لمُدة أسبوع، وعلى غير عادتها، متقبلتش العقاب بشكل كويس، صرخت وضربت الأرض برجليها الصُغيّرة، طلعت أوضتها وهي بتعيّط، صعبت عليّا، بس لازم تتعاقب عشان متكررش اللي حصل دا مرة تانية
يومها دخلت أنام وأنا قلقان من 3 حاجات، من تصرُفات إيزابيلا، من موضوع الجمجمة، ومن موضوع العاصفة اللي قالوا إنها بتقرّب من بلدتنا، قالوا إنها هتوصلنا بُكرة، وأعلنوا إن بكرة أجازة من الشُغل والمدارس، ومن غير ما أحِس ... نمت
صحيت بالليل على صوت الرعد
.
الوقت كان متأخر، الساعة كانت 2 بعد مُنتصف الليل، وفورًا بدأت أفكّر في بنتي، كُنت حاسِس بالذنب، اليوم إمبارح مكانش أحسن حاجة، لدرجة إني حتى ما إتطمنتش عليها قبل ما أنام، بس أنا كُنت غضبان من طريقتها، ومن موضوع الجُمجمة
سمعت صوت خافت على باب أوضتي، توقعت إن هي جاية خايفة بسبب العاصفة وهتطلب مني إنها تنام جنبي، مكُنتش هقولها لا، لكن صوت الخطوات بدأ يتحرك بعيد عن باب أوضتي، ويتجه تحديدًا لباب أوضتها هي
بس الخطوات دي كانت خطوات غريبة، مكانتش خطواتها هي، خطوات مصحوبة بصوت غريب، زي خربشة أو خدش، الخطوات كانت بتبعد عن بابي وبتقرّب من بابها
وساعتها ... سمعت صوت باب أوضتها بتفتح
.
صوت صرير الباب كان عالي ومُزعج، سمعت صوت مُخيف بيقول بنبرة غريبة: " إزيك يا حلوة يا صغيرة، تعرفي ... كان عندي حلوين صُغيرين زيِّك "
الصوت كان مُخيف وغريب، فيه شخص في أوضة بنتي، خرجت من أوضتي بجري عليها زي المجنون، دخلت أوضتها وأنا خايف وغضبان
أدام عينيّا
كان أكتر مشهد مُخيف شُفته في حياتي
.
بنتي كانت صاحية، كانت قاعدة على سريرها وبتبصلي بخوف، شهقت لمّا شُفته، ولمّا سمع صوتي بدأ يلف ببطء، شكله كان مُرعب، ملامحه بدأت تظهر من وسط الظلام، كان شبه البشر، لكن بشرته كانت شاحبة، ابتسامته مُرعبة، جلد وجهه كان مقشّر ومليان جروح غريبة
قالي بصوته المُخيف: " الحلوة الصُغيرة دي شكلها لذيذ، هي عندها كام سنة؟ "
رجعت لورا بخوف، مش عارف المفروض أتصرّف إزاي، تليفوني مش معايا، مفيش حواليا أي حاجة أقدر أدافع بيها عن نفسي، وحتى لو معايا، معتقدش إن فيه حاجة هتأثر فيه، حسيت بالخوف والرعب، صرخت على إيزابيلا، طلبت منها تجري برا الأوضة وتشوف مكان تختبئ فيه
لكن إيزابيلا عملت تصرف بسيط أوي، فتحت نور الغُرفة
وفجأة اختفى، مكانش له أي أثر
سبنا البيت ورحنا بأقصى سُرعة نمنا في فندق
ولحَد ما البيت يتباع هنفضل ننام في الفندق
.
أنا عارف إن اللي بقوله مُمكِن يكون مش معقول، وأكيد سمعتوا كلام وقصص كتير شبه قصتي، بس حاجة واحدة بس عرفتني إن اللي حَصَل دا كان غير أي قصة سبق أنا أو انتم سمعتوها
الشُرطة اتصلوا بيّا، نتيجة الاختبارات ظهرت، وعرفوا الجُمجمة بتاعة مين، بتاعة شخص اسمه جون، كان يملُك قطعة الأرض اللي مبني عليها بيتي في الأربعينات
جون كان قاتل مُتسلسل، قتل 10 بنات صُغيرين، أكبر واحدة فيهم كان عندها 8 سنوات، إختفى فجأة والشُرطة معرفتش توصله أبدًا، لحَد ما إيزابيلا لقت جُمجمته
مش عارف أي تفسير للي حَصَل
لكن عارف إني مش هدخُل البيت الملعون دا أبدًا
وجهة نظري إن حد من أهل ضحايا القاتل دا لقاه وقتله بطريقة بشعة كنوع من أنواع الإنتقام وخبى جثته بعيد عن الشرطة
ونتيجة لدا ممكن روح/قرين القاتل فضلت عالقة في المكان لحد ما طلعت للبنت اللي لقت الجمجمة
والاب اتصرف صح لمّا ساب البيت ومشى
تعليقات
إرسال تعليق